أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا الفضل العطار يقول: سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول: قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون وكانت له العبارة، ورأيت سهلا وكانت له الإشارة، ورأيت بشر بن الحارث وكان له الورع. فقيل له: إلى من كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.
هكذا قال في هذه الحكاية وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر، فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق إزارك وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال: فكان يجيء بالإستارين والثلاثة قال: فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟ قال لها: هاتيه. قال: فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وجعل يحسب الأساتير، فلما رآها قد زادت فيه قال: كما أفسدتيه فخذيه.
وقال المروذي: سمعت بعض القطانين يقول: أهدي إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي: يا أبا نصر هذا من وجه طيب، فإن رأيت أن تأكله قال: فجعل يمسه بيده، قال: ثم ضرب بيده إلى لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أني عند الناس تارك لهذا وآكله في السر.