أخبرنا علي بن المحسن، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، قال: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعها.
وقال طلحة: حدثني عبد الباقي بن قانع، عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن الوليد، فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول: إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين، سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره فصاح به المأمون وقال: اخرج فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين، قد سمعت فاصرفه فقال: ويحك هذا لم يراقبني فيك أصرفه؟! فلم يفعل.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن الصباح النيسابوري، قال: حدثنا أحمد بن الصلت قال: سمعت بشر بن الوليد القاضي يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا