وروي أن قدومه بغداد كان في أيام الواثق، حدثني علي بن الخضر القرشي العثماني بدمشق، قال: أخبرنا رشأ بن عبد الله المقرئ، قال: أخبرنا إسماعيل بن الحسن الضراب، قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا أبو عثمان المازني قال: دخلت على الواثق فقال لي: يا مازني ألك ولد؟ قلت: لا. ولكن لي أخت بمنزلة الولد. قال: فما قالت لك؟ قلت: قالت ما قالت بنت الأعشى للأعشي (من المتقارب):
فيا أب لا تنسنا غائبا فإنا بخير إذا لم ترم أرانا إذا أضمرتك البلا د نجفى وتقطع منا الرحم
قال: فما قلت لها؟ قال: قلت لها ما قال جرير (من الوافر):
ثقي بالله ليس له شريك ومن عند الخليفة بالنجاح
فقال: أحسنت، أعطه خمسمائة دينار.
وللمازني من التصانيف كتاب ما تلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب العروض، وكتاب القوافي، وكتاب الديباج.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب بالأنبار، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن الحسين السيرافي بمصر، قال: أخبرنا هشام بن محمد الرعيني، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال: سمعت بكار بن قتيبة يقول: ما رأيت نحويا قط يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني يعني أبا عثمان.
بلغني عن أبي سعيد السكري قال: توفي المازني سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقال غيره: مات سنة تسع وأربعين بالبصرة.