حدثني الأزهري، قال: ذكر أبو الحسن الدارقطني أن بدر بن الهيثم عاش مائة وسبع عشرة سنة وكان نبيلا، وقد أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. وما كتب عنه قال: ودخل على الوزير علي بن عيسى فرفعه، وقال له: كم سن القاضي؟ فقال: ما أدري كم سني، ولكن كان قد ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين، وكان بين الركبتين مائة سنة.
سمعت القاضي أبا عبد الله الحسين بن علي الصيمري يحكي هذه الحكاية إلا أنه ذكر فيها أن بدرا قال: ركبت مع أبي إلى عامل كان للمأمون، وذلك في سنة خمس عشرة ومائتين، ثم ركبت إلى حضرة الوزير يعني علي بن عيسى في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وبين الركبتين مائة سنة! فقال علي بن عيسى: لا يمكن أن يكون ركب إلى عامل المأمون مع أبيه وله أقل من خمس عشرة سنة، أو كما قال.
أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: قال لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات بدر بن الهيثم القاضي سنة ست عشرة وثلاثمِائَة.
وهذا وهم، والصواب ما أخبرني الأزهري، قال: حدثنا أبو بكر بن شاذان قال: توفي بدر بن الهيثم القاضي لعشر خلون من شوال من سنة سبع عشرة وثلاثماِئَة.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه قال: مات بدر بن الهيثم القاضي في شوال سنة سبع عشرة، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.