أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا المبرد قال: أخبرني الميثمي قال: قال رجل لثمامة: أنت إن شئت قضى فلان حاجتي. فقال ثمامة: أنا قدري، ولم تبلغ قدريتي هذا كله، إنما قلت: إن شئت فعلت، ولم أقل: إن شئت فعل فلان.
أخبرنا الحسين بن علي بن عبيد الله المقرئ قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن هارون التميمي قال: أخبرنا أبو روق الهزاني قال: حدثنا الفضل بن يعقوب قال: لما اجتمع ثمامة بن أشرس ويحيى بن أكثم عند المأمون، فقال ليحيى: خبرني عن العشق؛ ما هو؟ قال: يا أمير المؤمنين، سوانح تسنح للعاشق يؤثرها ويهتم بها تسمى عشقا. فقال له ثمامة: يا يحيى، أنت بمسائل الفقه أبصر منك بهذا الباب، ونحن بهذا أحذق منك. قال المأمون: فهات ما عندك. فقال: يا أمير المؤمنين، إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة، نتجت لمح نور ساطع تستضيء به بواصر العقل، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة، ويتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس متصل بجوهرها يسمى عشقا. فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب!
أخبرنا الصيمري قال: أخبرنا المرزباني قال: أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال: حدثنا محمد بن يزيد المبرد، عن الحسن بن رجاء أن الرشيد لما غضب على ثمامة دفعه إلى سلام الأبرش وأمره أن يضيق عليه ويدخله بيتا ويطين عليه، ويترك فيه ثقبا، ففعل دون ذلك، وكان يدس إليه الطعام، فجلس سلام عشية يقرأ في المصحف، فقرأ:(ويل يومئذ للمكذبين)، فقال له ثمامة: إنما هو للمكذبين، وجعل يشرحه له ويقول: المكذبون هم الرسل، والمكذبون هم الكفار. فقال: قد قيل لي: إنك زنديق، ولم أقبل. ثم ضيق