الملك فيه وفي بنيه ما اختلف الليل والنهار يداه في الجود ضرتان عليه كلتاهما تغار لم تأت منه اليمين شيئا إلا أتت مثلها اليسار قال: فدحا بالتي في يساره وقال: خذها لا بارك الله لك فيها.
وقد رويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل؛ أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: أنشدني علي بن هارون للبحتري [من مخلع البسيط]:
بسر من رأى لنا إمام تغرف من بحره البحار خليفة يرتجى ويخشى كأنه جنة ونار كلتا يديه تفيض سحا كأنها ضرة تغار فليس تأتي اليمين شيئا إلا أتت مثله اليسار فالملك فيه وفي بنيه ما اختلف الليل والنهار أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا أبو النضر العقيلي قال: حدثنا أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال: حدثني أبي قال: خرجنا مع المتوكل إلى دمشق، فلحقنا ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا. قال: فبعثت إلى بختيشوع - وكان لي صديقا - أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم، قال: فأقرضنيها، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل، فلما جلسنا بين يديه قال: يا علي، لك عندي ذنب، وهو عظيم. قلت: يا سيدي، فما