للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الحسين: حج جعفر ستين حجة!

أخبرنا علي بن محمود الصوفي قال: سمعت أبا القاسم القصري في دار أبي مسلم بن مامكا يقول: رأينا جعفرا الخلدي في آخر عمره وفي فرد رجله جورب من جلود، فقالوا: أيها الشيخ، أيش سبب هذا؟ فرد رجلك مكشوفة، وفرد رجلك مغطاة! فقال: حججت الحجة الأخيرة، فلما رجعت من مكة كنت في كنيسة، فجاز علي فقير فقال لي: أيها الشيخ، أجد عندك رمانة؟ فقلت له: هاهنا موضع رمان؟ اطلب مني حبة كعك أو ماء؛ الذي يوجد هاهنا. فقال لي: أتريد أنت رمانا؟ قلت: نعم. فأدخل يده في كمه فأخرج رمانة ورماها إلى المحمل، ولم يزل يرمي رمانة رمانة حتى امتلأت الكنيسة رمانا، ثم غاب عني. قال: فبقيت أتعجب منه، وفرقت الرمان في القافلة، وحملت منه إلى بغداد، فلما كان من الغد جاز علي فرآني نائما وفرد رجلي خارج الكنيسة، فقال لي: أما يكفيك أن تنام بين يدي سيدك حتى تمد رجلك؟! قال: وضرب بفرد كمه على رجلي فوقع في رجلي مثل النار، فكلما غطيتها يسكن الضربان، وكلما كشفتها يعود ذلك الضربان.

حدثنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني قال: حدثنا معمر بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت أبا عبد الله البغدادي يقول: سمعت هبة الله الضرير ببغداد يقول: دخل جعفر الخلدي بلد حمص، فسألوه القيام عندهم سنة، فقال: على شريطة. قيل له: وما هي؟ قال: تجمعون لي كذا كذا ألف دينار. قال: فجمعوا له ما سأل. فقال: احملوها إلى الجامع. قال: فجعلت على قطع. قال: ففرق كل ذلك على الفقراء فلم يأخذ منها شيئا، ثم قال: لم أكن أحتاج إلى الدنانير، ولكن أردت أن أجرب رغبتكم في وقوفي عندكم!

<<  <  ج: ص:  >  >>