محمد بن همام الشيباني قال: أخبرنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني قال: حدثني أبي، عن أبيه قال: حضرت الحسن بن سهل وجاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة! ثم أنشأ الحسن يقول [من الكامل]:
فرضت علي زكاة ما ملكت يدي وزكاة جاهي أن أع ن وأشفعا فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع فاجهد بوسعك كله أن تنفعا أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن المازني قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا جعفر بن أبي العيناء قال: لما مات الحسن بن سهل قال أبي: والله لئن أتعب المادحين لقد أطال بكاء الباكين، ولقد أصيبت به الأيام، وخرست بموته الأقلام، ولقد كان بقية وفي الناس بقية، فكيف اليوم وقد بادت البرية؟
أخبرني محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الحسن بن حامد الأديب قال: حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال: قرئ على الحسن بن عليل وأنا أسمع: حدثكم مسعود بن بشر المازني قال: حدثنا يانس بن عبد الله الخادم قال: سأل محمد بن عبد الملك الزيات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها عليه، فقال له الحسن: نحن في شغل عن هذا. فقال له أبو دلف: مثلك - أطال الله بقاءك - لا يشتغل عن محمد بن عبد الملك. فقال لخازنه: احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم، قال: فلما وصلت إلى محمد كتب إليه بهذين البيتين [من البسيط]:
أعطيتني يا ولي الحق مبتديا عطية كافأت مدحي ولم ترني ما سمت برقك حتى نلت ريقه كأنما كنت بالجدوى تبادرني