فقرأ لهم عليه ثلاثة أحاديث أو أربعة حسب، وكان ثقيلا في علة الموت، ولقن بعض الشيء فلفظ لهم، فهذا مقدار ما سمع حسين حسب، قال زاهر: وبلغني أنه يحدث عنه بشيء كثير، فكتبت إليه وقلت: قد شهدت أمرك ولم تسمع منه إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة، فإن أمسكت وإلا شهرتك. قال: فبلغني أنه أقصر. قال البرقاني: فقلت له: لم يقصر! وقال البرقاني: عندي عن الشماخي رزمة، وكان قد خرج كتابا على صحيح مسلم، ولا أخرج عنه في الصحيح حرفا واحدا.
حدثني محمد بن علي المقرئ، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال: قدم علينا الحسين بن أحمد الشماخي حاجا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، فانتقينا عليه، وكتبنا عنه العجائب. ثم قال: اجتمعت تلك السنة بأبي عبد الله بن أبي ذهل وذاكرته بما كتبنا عنه، فأفحش القول فيه وقال لي: دخلنا معا بغداد، ومات أبو القاسم بن منيع وهو ذا يحدث عنه ولا يحتشمني، وأنا معه في البلد! ثم إن الشماخي انصرف من الحج إلى وطنه بهراة ورفض الحشمة، وحدث بالمناكير عن أهل هراة والعراق والشام ومصر، وجاءنا نعيه من هراة يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة أنه توفي في هذا الشهر.