للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصنف لهم كتبا لم تقع إلي، إلا أنه لما رجع كانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد ماصين وتركستان بالمقيت، ومن خراسان بالمميز، ومن فارس بأبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار، وكان ببغداد قوم يسمونه المصطلم، وبالبصرة قوم يسمونه المحير. ثم كثرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السفرة، فقام وحج ثالثا، وجاور سنتين ثم رجع وتغير عما كان عليه في الأول، واقتنى العقار ببغداد، وبنى دارا ودعا الناس إلى معنى لم أقف إلا على شطر منه حتى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم وقبحوا صورته، ووقع بين علي بن عيسى وبينه لأجل نصر القشوري، ووقع بينه وبين الشبلي وغيره من مشايخ الصوفية، فكان يقول قوم: إنه ساحر. وقوم يقولون: مجنون. وقوم يقولون: له الكرامات وإجابة السؤال، واختلفت الألسن في أمره حتى أخذه السلطان وحبسه.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: الحسين بن منصور، قيل: إنما سمي الحلاج لأنه دخل واسطا فتقدم إلى حلاج وبعثه في شغل له، فقال له الحلاج: أنا مشغول بصنعتي. فقال: اذهب أنت في شغلي حتى أعينك في شغلك. فذهب الرجل، فلما رجع وجد كل قطن في حانوته محلوجا، فسمي بذلك الحلاج!

وقيل: إنه كان يتكلم في ابتداء أمره قبل أن ينسب إلى ما نسب إليه على الأسرار، ويكشف عن أسرار المريدين ويخبر عنها؛ فسمي بذلك حلاج الأسرار، فغلب عليه اسم الحلاج. وقيل: إن أباه كان حلاجا فنسب إليه.

أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة المروزي قال: سمعت فارسا البغدادي يقول: قال رجل للحسين بن منصور: أوصني. قال: عليك بنفسك؛ إن لم

<<  <  ج: ص:  >  >>