نفسك؛ إن لم تشغلها شغلتك. قال: فلما كان من الغد وأخرج للقتل قال: حسب الواجد إفراد الواحد له. ثم خرج يتبختر في قيده ويقول [من الهزج]:
نديمي غير منسوب إلى شيء من الحيف سقاني مثل ما يشر ب فعل الضيف بالضيف فلما دارت الكأس دعا بالنطع والسيف كذا من يشرب الراح مع التنين في الصيف ثم قال:(يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق)، ثم ما نطق بعد ذلك حتى فعل به ما فعل.
أخبرنا ابن الفتح قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت عيسى القصار يقول: آخر كلمة تكلم بها الحسين بن منصور عند قتله وصلبه أن قال: حسب الواجد إفراد الواحد له. فما سمع بهذه الكلمة أحد من المشايخ إلا رق له واستحسن هذا الكلام منه.
أخبرنا إسماعيل الحيري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا الفاتك البغدادي - وكان صاحب الحلاج - قال: رأيت في النوم بعد ثلاث من قتل الحلاج كأني واقف بين يدي ربي تعالى فأقول: يا رب، ما فعل الحسين بن منصور؟ فقال: كاشفته بمعنى فدعا الخلق إلى نفسه، فأنزلت به ما رأيت.
ذكر أخبار الحلاج بعد حصوله في يد حامد بن العباس وشرحها على التفصيل إلى حين مقتله
قد ذكرنا ما انتهى إلينا من أخبار الحلاج المنثورة، وأنا أسوق هاهنا قصته ببغداد مفصلة وسبب القبض عليه، وشرح ما بعد ذلك إلى أن قتل.
فبلغنا أنه أقام ببغداد في أيام المقتدر بالله زمانا يصحب الصوفية وينتسب