للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) وكان ولي عهده صبيا، يعني الخليفة، قال: فلما جاء الكتاب إلى بلخ ليقرأ، فسمع أبو مطيع، فقام فزعا ودخل على والي بلخ، فقال له: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها؟ فكرر مرارا حتى أبكى الأمير، فقال الأمير لأبي مطيع: إني معك، وإني عامل لا أجترئ بالكلام، ولكن خليت الكورة إليك، وكن مني آمنا، وقل ما شئت. قال: وكان أبو مطيع يومئذ قاضيا، قال: فذهب الناس إلى الجمعة، وقال سلم بن سالم: إني معك، وأبو معاذ معك يا أبا مطيع، قال: فجاء سلم إلى الجمعة متقلدا بالسيف، قال: فلما أذن ارتقى أبو مطيع إلى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وأخذ بلحيته، فبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ من خطر الدنيا أن نجر إلى الكفر؟ من قال: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) غير يحيى بن زكريا، فهو كافر. قال: فرج أهل المسجد بالبكاء، وقام الحرسيان فهربا.

أخبرني محمد بن عبد الملك، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الرازي، قال: حدثنا علي بن أحمد الفارسي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: سمعت حاتما السقطي قال: سمعتُ ابن المبارك يقول: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا. قال محمد بن فضيل: وقال حاتم: قال مالك بن أنس لرجل: من أين أنت؟ قال: من بلخ، قال: قاضيكم أبو مطيع قام مقام الأنبياء.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: سمعت محمد بن عفان الجوزجاني الثقة يقول: قال النضر بن شميل: قال أبو مطيع البلخي: نزل الإيمان والإسلام في القرآن على وجهين، وهو عندي على وجه واحد. فقلت له: فممن ترى الغلط؟ منك أو من النبي، أو من جبريل، أو من الله؟ فبقي. قال أحمد بن سيار: أبو مطيع من

<<  <  ج: ص:  >  >>