مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، قال: حدثني أبي، قال: وحجاج بن أرطاة النخعي أبو أرطاة كان فقيها، وكان أحد مفتي الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول: قتلني حب الشرف، وولي قضاء البصرة، وكان جائز الحديث، إلا أنه صاحب إرسال، وكان يرسل عن يحيى بن أبي كثير، ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن مكحول ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن مجاهد ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن الزهري ولم يسمع منه شيئا، فإنما يعيب الناس منه التدليس، وروى نحوا من ست مِائَة حديث، ويقال: إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه، فلما قام من عنده، قال حجاج: يرى بني ثور أنا نحفل به؟ إنا لا نبالي جاءنا أو لم يجئنا، وكان حجاج تياها، وكان قد ولي الشرط، ويقال عن حماد بن زيد، قال: قدم علينا حماد بن أبي سليمان وحجاج بن أرطاة، فكان الزحام على حجاج أكثر منه على حماد، وكان حجاج يقع في أبي حنيفة، ويقول: إن أبا حنيفة لا يعقل، لله عقله. وكان حجاج راوية عن عطاء بن أبي رباح، سمع منه.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، قال: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قال: حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قال: حدثنا القاسم بن عيسى العطار، قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: الحجاج بن أرطاة كان يروي عن قوم لم يلقهم الزهري وغيره فيتثبت في حديثه.
قلت: قد ذكر يحيى بن معين أن حجاجا سمع من مكحول؛ كذلك أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا ابن