محمد بن المثنى يقول: انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي خالد بن خداش المحدث فسلم عليه، فقصر بشر في السلام، فقال خالد: بيني وبينك مودة من أكثر من ستين سنة، ما تغيرت عليك، فما هذا التغير؟! قال: فقال بشر: ما ها هنا تغير ولا تقصير، ولكن هذا يوم تستحب فيه الهدايا، وما عندي من عرض الدنيا شيء أهدي لك وقد روي في الحديث: إن المسلمين إذا التقيا كان أكثرهما ثوابا أبشهما بصاحبه. فتركتك لتكون أكثر ثوابا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: روى خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر حديث الغار، ورأيت سليمان بن حرب ينكره عليه. قال أبو داود: وحدث عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ: من أنظر معسرا. وحدث عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي ﷺ صلى على قبر، يعني: أن هذه تنكر عليه.
قلت: أما هذه الأحاديث فلها أصول عمن رواها عنه، فحديث الغار قد رواه صالح بن كيسان، وموسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر، وحديث أبي قتادة قد رواه جرير بن حازم عن أيوب السختياني، وحديث الصلاة على القبر قد رواه حبيب بن الشهيد، وأبو عامر الخراز، عن ثابت، عن أنس.
أخبرني علي بن محمد المالكي، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: خالد بن خداش، ومُحَمد بن معاوية النيسابوري ضعيفان.