ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أهل الحاجة والمسكنة. قال عمرو: فقسمت والله في الأحياء عن آخرها درهما. قال عمرو: حدثني حماد بن أبي حنيفة، قال: قلت له: لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قال: إني احتسبت بها صلة الرحم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال: أخبرنا الوليد بن بكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، قال: حدثني أبي أحمد، قال: حدثني أبي عبد الله، قال: قدم هارون الكوفة، فكتب قوما من القراء، وأمر لهم بألفين ألفين، فكان داود الطائي ممن كتب فيهم، ودعي باسمه: أين داود الطائي؟ قالوا: داود يجئكم، أرسلوها إليه، قال ابن السماك وحماد بن أبي حنيفة: نحن نذهب بها إليه. قال ابن السماك لحماد في الطريق: إذا نحن أدخلناها عليه فانثرها بين يديه؛ فإن للعين حظها، رجل ليس عنده شيء يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عليه نثروها بين يديه فقال: شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان، وأبى أن يقبلها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، قال: أخبرنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الكريم، وكان متعبدا، عن حماد بن أبي حنيفة أن مولاة لداود كانت تخدمه، فقالت: لو طبخت لك دسما تأكله؟ قال: وددت، قالت: فطبخت له دسما ثم أتيته به، فقال لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت: على حالهم، قال: اذهبي بهذا إليهم، فقالت: أنت لم تأكل أدما منذ كذا وكذا! فقال: إن هذا إذا أكلوه كان عند الله مذخورا، وإذا أكلته كان في الحش.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق،