حدثني ابن زيد قال: وصار ربيعة إلى فقه وفضل، وما كان بالمدينة رجل واحد أسخى نفسا بما في يديه لصديق أو لابن صديق لباغ يبتغيه منه كان يستصحبه القوم، فيأبى صحبة أحد إلا أحدا لا يتزود معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذاك.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم أو غيره، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أنفق ربيعة على إخوانه أربعين ألف دينار، ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه، فقال أهله: أذهبت مالك، وأنت دائب تخلق جاهك؟ قال: فقال: لا يزال هذا دأبي ودأبهم ما وجدت أحدا يعطيني على جاهي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النيسابوري، قال: حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد قال: سمعت أبا سلمة الصنعاني الفقيه يقول: سمعت بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني يقول: أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن، فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم في ذاك الطاق، فأتينا ربيعة، فأنبهناه، فقلنا له: أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ قال: بلى. قلنا: ربيعة بن فروخ؟ قال: بلى. قلنا: ربيعة الرأي؟ قال: بلى. قلنا: هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: بلى. فقلنا له: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك. قال: أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم.
أخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا أبو الحسن الميموني، قال: سمعت