مع الدجاج، فقال له أبو دلامة: أحب أن تسرج لي، وتأتيني بدواة وقرطاس، ولك عندي صلة، ففعل السجان، فكتب أبو دلامة [من الوافر]:
أمن صهباء صافية المزاج كأن شعاعها لهب السراج تهش لها القلوب وتشتهيها إذا برزت ترقرق في الزجاج أمير المؤمنين فدتك نفسي ففيم حبستني وخرقت ساجي أقاد إلى السجون بغير ذنب كأني بعض عمال الخراج فلو معهم حبست لكان ذاكم ولكني حبست مع الدجاج دجاجات يطيف بهن ديك ينادي بالصياح إذا يناجي وقد كانت تحدثني ذنوبي بأني من عذابك غير ناجي على أني وإن لاقيت شرا لخيرك بعد ذاك الشر راجي فلما أصبح أحضره أمير المؤمنين، فأنشده هذه الأبيات، فضحك منه وخلى سبيله.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا حرمي بن أبي العلاء، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني عمي، عن جدي، قال: ألزم أمير المؤمنين المنصور أبا دلامة أن يحضر الظهر والعصر في جماعة، فقال أبو دلامة [من الطويل]:
يكلفني الأولى جميعا وعصرها وما لي وللأولى وما لي وللعصر وما ضره والله يغفر ذنبه لو أن ذنوب العالمين على ظهري أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن جعفر الأديب، قال: أخبرنا أحمد بن السرى، قال: حدثني عمي أبو القاسم، قال: أخبرني أبو عكرمة، عن بعض أصحابه، قال: خرج المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة، فرمى المهدي ظبيا فشكه، ورمى علي بن سليمان وهو يريد ظبيا فأصاب كلبا فشكه، فضحك المهدي وقال: يا أبا دلامة قل في هذا، فقال:[من مجزوء الرمل]: