عبد الله، وغيرهم من المشيخة، فلما صاروا إلى مكة اعترضوا الرشيد وهو يطوف بالبيت، فكلموه في أمر سلمة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لسنا نطعن على سلمة، ولكن رجل مكان رجل، فرق لهم الرشيد، وقال: أما هذا فنعم، فأمر بعزله وتقليد رجل سواه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا طاهر بن مسلم العبدي، قال: حدثني محمد بن عمران الضبي، قال: حدثنا أحمد بن خلاس قال: لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد، فقال: يا أبا عبد الله لي عليك ثلاثمائة درهم فأعطنيها، قال: ومن أنا؟ قال: أنت شريك بن عبد الله القاضي، قال: ومن أين هي لك؟ قال: ثمن هذا البغل الذي تحتك، قال: نعم تعال، فجاء يمشي معه حتى إذا بلغ الجسر، قال: من هاهنا؟ فقام إليه أولئك الشرط، فقال: خذوا هذا فاحبسوه لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العباس عبد الله بن مالك، فقالوا له: إن هذا الرجل يتعلق بالقاضي إذا عزل فيدعي عليه فيفتدي منه، وقد تعلق بسلمة الأحمر حين عزل عن واسط فأخذ منه أربعمائة درهم، فقال: هكذا؟ فكلم فيه فأبى أن يطلقه، فقال له عبد الله بن مالك: إلى كم تحبس هذا الرجل؟ قال: حتى يرد إلى سلمة الأحمر أربعمائة درهم، قال: فرد على سلمة أربعمائة، فجاء سلمة إلى شريك فتشكر له، فقال له: يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه؟
أخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: سمعت محمد بن جعفر الوركاني يقول: كنا عند هشيم، فقال له رجل: حدثنا سلمة الأحمر عن حماد عن إبراهيم قال: كان أصحاب النبي ﷺ يحرمون في المورد فقال هشيم: دعونا من حديث الكذابين، فتبسم أبو عبد الله، وقال: