أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذاء، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي، قال: حدثنا أبو بكر العبدي، قال: حدثني أبي عن يحيى بن المبارك اليزيدي، قال: إنما قيل له: سلم الخاسر؛ لأنه ورث من أبيه مائة ألف درهم، وأصاب من مدائح الملوك مائة ألف درهم، فأنفقها كلها على الأدب وأهله.
أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: قال محمد بن داود بن الجراح، قال: حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثني أحمد بن المبارك بن خالد بن مخلد السروي الجواني قال: حدثني الجواني الهاشمي قال: حدثني أبي قال: كان سلم الخاسر غلام بشار، قال: فقال لي بشار: يا أبا مخلد ما فعلت بغلام قط إلا بسلم، وإنما أردت أن أقصر من درابته، فإنه قد شعر جدا فلهذا فعلت، وكان سلم قد كسب مالا، منه مائة ألف درهم وألف درهم بقوله في قصيدته التي يمدح المهدي [من الكامل]:
حضر الرحيل وشدت الأحداج وحدا بهن مشمر مزعاج يقول فيها:
شربت بمكة في ذرى بطحائها ماء النبوة ليس فيه مزاج وكان المهدي أعطى ابن أبي حفصة مائة ألف درهم بقصيدته:
طرقتك زائرة فحي خيالها فأراد أن ينقص سَلْمَا عن هذه الجائزة، فحلف سلم أن لا يأخذ إلا مائة ألف درهم وألف درهم، وقال: تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخبروا بتقدم قصيدتي، فأنفذ له المهدي مائة ألف درهم وألف درهم، فكان هذا من أصل ماله، وكان ينتمي إلى ولاء بني تيم بن مرة من قريش، فلما بلغ زمان الرشيد قال قصيدته التي فيها [من الكامل]: