فقبل رأسه ويديه، وقال: يا أبا معاذ خريجك وأديبك، فقال بشار: فمن الذي يقول؟ [من البسيط]:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهج قال: أنت يا أبا معاذ، جعلني الله فداك، قال: فمن الذي يقول؟ [من مخلع البسيط]:
من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور قال: خريجك يقول ذلك، قال: فتأخذ معاني التي قد عنيت بها، وتعبت فيها وفي استنباطها فتكسوها ألفاظا أخف من ألفاظي، حتى يروى ما تقول ويذهب شعري، لا أرضى عنك أبدا، فما زال يتضرع إليه، ويشفع له القوم، حتى رضي عنه.
قال محمد بن داود: أنشدني إسحاق بن محمد النخعي قال: أنشدني الجماز قال: أنشدني سلم الخاسر لنفسه أبيات سلم هذه، وهي من جيد أشعار سلم وأملحه [من مخلع البسيط]:
بان شبابي فما يحور وطال من ليلي القصير أهدى لي الشوق وهو خلو أغن في طرفه فتور وقائل حين شب وجدي واشتعل المضمر الستير لو شئت أسلاك عن هواه قلب لأشجانه ذكور فقلت لا تعجلن بلومي فإنما ينبئ الخبير عذبني والهوى صغير فكيف لي والهوى كبير من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور أخبرني علي بن أيوب القمي، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا ابن دريد، قال: أخبرنا الحسن بن جعفر قال: قال أبو معاذ النميري راوية بشار: لما قال بشار هذا البيت كان يلهج به كثيرا وينشده: