نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى … وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما … تبشرني بالغيب أنك في الكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة … فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيي محبا أنت في الحب حتفه … وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قلت: كذا قال في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي، وذكر لنا أبو نعيم أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكى عن أبي بكر الشبلي.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخراساني من أقران الجنيد وليس بأب حمزة البغدادي، والله أعلم بذاك.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب بسمنان، يقول: قال جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه، فقال الجريري: يا سيدي، هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال: معاذ الله، لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار، فحملها وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول [من مجزوء الرجز]: