أحمد بن موسى بن جعفر البزاز، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: سمعت يونس بن أبي يعقوب العبدي يقول: أراد سفيان الثوري الشخوص إلى خراسان لحاجة عرضت له، ولزيارة أقاربه، فأخفى ذلك عن أصحابه، فبلغني عن بعض بطائنه ذلك، فتجهزت للمضي معه وهو لا يشعر، وتجهز بعض أصحابنا بمثل الذي تجهزت، فلما خرج خرج خفيا، فسبقناه إلى بغداد، فلما ورد بغداد أخفى نفسه، فخرجنا إلى حلوان معه وهو كاره ذلك، فكنا معه إلى أن عبرنا النهر ووافينا بخارى، فأقمنا معه ببخارى الكثير إلى أن قضيت حاجته فتشفع إليه أقرباؤه بأن يقيم بين أظهرهم أكثر فما أقام، فقال: قد كنت نويت ذلك إلا أنه لا بد من الرجوع، فرجع ورجعنا معه، وأسرع السير حتى قدمنا الكوفة.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن هناد الخزاعي، عن يعلى بن عبيد أنه قال: أول ما جلس سفيان الثوري بخراسان ببخارى، قيل له: وكيف ذاك؟ قال: كان عم له بها فمات، فخرج سفيان في طلب الميراث، وهو ابن ثمان عشرة سنة.
قلت: إن كان هذا القول ثابتا في مبلغ سن سفيان وقت خروجه، فإن القصة التي ذكرها يونس بن أبي يعفور كانت بعد ذلك، ولعله خرج إلى بخارى غير مرة، فالله أعلم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم الحافظ، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد يعقوب بن سواك،