فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي في الدنيا أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان يروي عن كل أحد، وقال عبد المؤمن: سمعت أبا علي يقول: سفيان أكثر حديثا من شعبة وأحفظ، يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا محمد بن كثير الطرسوسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: كان سفيان الثوري عندنا بالبصرة فكان كثيرا يقول: ليتني قد مت، ليتني قد استرحت، ليتني في قبري. فقال له حماد بن سلمة: يا أبا عبد الله، ما كثرة تمنيك للموت، والله لقد آتاك الله القرآن والعلم. فقال سفيان، يعني لحماد بن سلمة: يا أبا سلمة، وما يدريني لعلي أدخل في بدعة، لعلي أدخل فيما لا يحل لي، لعلي أدخل في فتنة، أكون قد مت فسبقت هذا.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الرحمن الرباطي، قال: حدثنا أبو داود قال: مات سفيان بالبصرة، ودفن ليلا، ولم نشهد الصلاة - يعني عليه - وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم، وسلام بن مسكين، فتقدم جرير فصلى بنا على قبره، ثم بكى، فقال:
إذا بكيت على ميت لتكرمة فابك الغداة على الثوري سفيان أخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أحمد بن منصور المروزي، قال: حدثنا مسدد، قال: سمعت ابن داود يقول: سمعت علي بن صالح يقول: ولدنا سنة مائة، وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.