تبعث إليه، قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه، فقام فكبر وطول في صلاته، فقالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله في، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان، فسلم وقال لها: أنا في حاجتك، قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة إلى المرأة، فقالت: الحقي قد خلوا ابنك، قال أبو الطيب: قال لي علان: وأيش يتعجب من هذا؟ اشترى منه كُرّ لوز بستين دينارًا وكتب في روزنامجة ثلاثة دنانير ربحه، فصار اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدلال وقال له: إن ذاك اللوز أريده، فقال له: خذه، قال: بكم؟ قال: بثلاثة وستين دينارا، قال الدلال: إن اللوز قد صار الكر بتسعين، قال له: قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دينارا، فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله أن لا أغش مسلما، لست آخذ منك إلا بتسعين. فلا الدلال اشترى منه، ولا السري باعه. قال أبو الطيب: قال لي علان: كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله؟
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني أذكر مجيء الناس إلي، فأقول: اللهم هب لهم من العلم ما يشغلهم عني، وإني لأريد مجيئهم أن يدخلوا علي.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، قال: حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه، قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الرحيم القناد يقول: سمعت ابن أبي الورد يقول: دخلت على سري السقطي وهو يبكي ودورقه مكسور، فقلت: ما لك؟ قال: انكسر الدورق، فقلت: أنا أشتري لك بدله، فقال لي: تشتري بدله، وأنا أعرف من أين الدانق الذي اشتري به الدورق، ومن عمله، ومن أين طينه، وأيش أكل عامله حتى فرغ من عمله؟