وهي أخرجته من الجنة، وهي بليتكم إلى أن تقوم الساعة.
وقال الشكلي: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: أتاني حسين الجرجاني إلى عبادان فدق علي باب الغرفة التي كنت فيها، فخرجت إليه، فقال لي: سري؟ فقلت: سري، فقال لي: ملحك مدقوقة؟ قلت: نعم، قال: لا تفلح، ثم قال لي: سري لولا أن الله عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع ولا تجر التاجر ولا تلاقى الناس في الطرقات، ثم مضى فأتعبني وأبكاني.
أخبرنا ابن رزق، قال: حدثنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عامر الرقي، قال: سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إلي السري السقطي قطعة، فقال: اشتر لي باقلاء من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله، فلم أجد إلا من قدره خارج الباب، فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإني لم أجد إلا من قدره خارج.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه، قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت يوما عند السري بن مغلس، وكنا خاليين، وهو متزر بمئزر، فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى كأجهد ما يكون، فقال: انظر إلى جسدي هذا لو شئت أن أقول: إن ما بي هذا من المحبة كان كما أقول، وكان وجهه أصفر، ثم أشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل، فدخلت عليه أعوده فقلت له: كيف تجدك؟ فقال: كيف أشكو إلى طبيبي ما بي، والذي أصابني من طبيبي، فأخذت المروحة أروحه، فقال لي: كيف يجد روح المروحة من جوفه تحترق من داخل؟ ثم أنشأ يقول [من البسيط]:
القلب محترق والدمع مستبق والكرب مجتمع والصبر مفترق كيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق يا رب إن كان شيء فيه لي فرج فامنن علي به ما دام لي رمق وأخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه، قال: سمعت