صالح بن مسلم، قال: حدثني شبيب بن شيبة قال: قال لي أبو جعفر، وكنت في سماره: يا شبيب عظني وأوجز، قال: قلت: يا أمير المؤمنين إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدا من خلقه، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك. قال: والله لقد أوجزت وقصرت. قال: قلت: والله لئن كنت قصرت، فما بلغت كنه النعمة فيك.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: حدثنا محمد بن سلام قال: خرج شبيب بن شيبة من دار المهدي، فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت الداخل راجيا، والخارج راضيا.
أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، عن موسى بن إبراهيم صاحب حماد بن سلمة، قال: كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة أبي عبيد الله، فصلى بنا يوما الصبح، فقرأ بالسجدة وهل أتى على الإنسان، فلما قضى الصلاة قام رجل فقال: لا جزاك الله عني خيرا، فإني كنت غدوت لحاجة، فلما أقيمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت حتى فاتتني حاجتي، قال: وما حاجتك، قال: قدمت من الثغر في شيء من مصلحته، وكنت وعدت البكور إلى دار الخليفة لأتنجز ذلك، قال: فأنا أركب معك، فركب معه ودخل على المهدي، فأخبره الخبر، وقص عليه القصة، قال: فتريد ماذا؟ قال قضاء حاجته، فقضى حاجته، وأمر له بثلاثين ألف رهم، فدفعها إلى الرجل، ودفع إليه شبيب من ماله أربعة آلاف درهم، وقال له: لم تضرك السورتان.
أخبرنا الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي المعدل، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، ومُحَمد بن عبد الرحمن بن العباس قالا: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، قال: حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، قال: حدثنا الأصمعي قال: كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، فكان يغدو في كل يوم