فضيل، قال: سمعت أبا نعيم قال: هجا رجل شريكا، فقال في ذلك [من المتقارب]:
فهلا فررت وهلا اغتربـ ـت إلى بلد به المحشر كما فر سفيان من قومه إلى بلد الله والمشعر فلاذ برب له مانع ومن يحفظ الله لا يخفر أراك ركنت إلى الأزرقي ولبس العمامة والمنظر فبخ بخ من مثلكم يا شريـ ـك إذا ما علوت على المنبر وقد طرحوا لك حتى لقطـ ـت كما يلقط الطير في الأندر أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد الجصاص، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ابن الصواف، قال: وجدت في كتابنا عَن أبي العباس بن مسروق ما يدل حاله على السماع، قال: سمعت أبا كريب يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: لما ولي شريك القضاء أكره على ذلك، وأقعد معه جماعة من الشرط يحفظونه ثم طاب للشيخ فقعد من نفسه، فبلغ الثوري أنه قعد من نفسه، فجاء فتراءى له، فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه، ثم قال: يا أبا عبد الله هل من حاجة؟ قال: نعم مسألة، قال: أوليس عندك من العلم ما يجزيك، قال: أحببت أن أذكرك بها، قال: قل، قال: ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل، ففتح الرجل الباب، فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ فقال: له دونها؛ لأنها مغصوبة، قال: فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت وتبخرت وجلست على ذلك الباب، ففتح الباب الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ قال: أحدهما جميعا؛ لأنها جاءت من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس، قال: أنت كان عذرك حيث كان الشرط يحفظونك، اليوم أي عذر لك؟ قال: يا أبا عبد الله أكلمك؟ قال: ما كان الله ليراني أكلمك أو تتوب، قال: ووثب لم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال: أي رجل كان لو لم يفسدوه، قال أبو كريب: أظن الثوري شم منه رائحة البخور، يعني قال: وتبخرت يعني المرأة.
أخبرنا علي بن محمد بن حبيب البصري، قال: حدثنا محمد بن المعلى