والله ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله ولا تسفك دمي على الشبهة، وقد قال النبي ﷺ: ادرؤوا الحدود بالشبهات، وجعل يتلو عليه القرآن، حتى رق له وأمر بتخليته، فلما ولى قال: أنشدني قصيدتك السينية، فأنشده حتى بلغ البيت أوله: والشيخ لا يترك أخلاقه، فأمر به حينئذ فقتل.
ويقال: إنه كان مشهورا بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب.
ومن مستحسنات قصائد صالح القصيدة القافية، أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، قالا: أنشدنا محمد بن جعفر بن هارون التميمي الكوفي، قال: أنشدنا أبو بكر الدارمي، عن عمه لصالح بن عبد القدوس [من الكامل]:
المرء يجمع والزمان يفرق ويظل يرقع والخطوب تمزق ولأن يعادي عاقلا خيرا له من أن يكون له صديق أحمق فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا إن الصديق على الصديق مصدق وزن الكلام إذا نطقت فإنما يبدي عيوب ذوي العقول المنطق ومن الرجال إذا استوت أحلامهم من يستشارإذا استشير فيطرق حتى يجيل بكل واد قلبه فيرى ويعرف ما يقول فينطق فبذاك يوثق كل أمر مطلق وبذاك يطلق كل أمر يوثق وإن امرؤ لسعته أفعى مرة تركته حين يجر حبل يفرق لا ألفينك ثاويا في غربة إن الغريب بكل سهم يرشق ما الناس إلا عاملان فعامل قد مات من عطش وآخر يغرق والناس في طلب المعاش وإنما بالجد يرزق منهم من يرزق لو يرزقون الناس حسب عقولهم ألفيت أكثر من ترى يتصدق لكنه فضل المليك عليهم هذا عليه موسع ومضيق وإذا الجنازة والعروس تلاقيا ألفيت من تبع العرائس يطلق ورأيت من تبع الجنازة باكيا ورأيت دمع نوائح يترقرق