حدثني محمد بن علي الصوري لفظا، قال: حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ، قال: سمعت حمزة بن محمد هو الكناني يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد الباغندي يقول: كنا في مجلس عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة فقال رجل من أصحاب الحديث لصالح: من روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين؟ قال: فقال له صالح: رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن المغيرة بن شعبة، وذكر جماعة، قال: فقال له: بقي عليك، قد روى هذا عن المغيرة خلق كثير نحو الأربعين، قال: فقال له صالح: يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه، وفي ذلك كفاية، أو كما قال، ولكن من روى عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بعمود؟ قال: فبلح الرجل ولم يأت بشيء، فقال له: يا أعمى القلب أليس الساعة قرئ على أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نضيلة، عن المغيرة بن شعبة؟ قال الباغندي: ويضرب الدهر ضربه، وأجتمع أنا وصالح بمصر، فنحن في الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا، ثم التفت إلى صالح جزرة فقال له: ما أسند أبان بن تغلب؟ قال: فقال له صالح: ومن أبان حتى يهتم بحديثه أو يجمع؟ قال: وأساء عليه الثناء في مذهبه، أنفع من هذا: أيش أسند سعيد بن المسيب عَن أبي هريرة، ما عند الزهري عنه، ما عند يحيى بن سعيد عنه، ما عند علي بن يزيد بن جدعان عنه؟ قال: فبلح الرجل. قال الباغندي: فوقع لسعيد بن المسيب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة، فما زلت أجمعه، أو كما قال حمزة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين، قال: سمعت أبا سعيد جعفر بن محمد بن محمد الطستي يقول: كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين عند أبي مسلم الكجي، وكان معنا عبد الله بن عامر بن أسد، فقال مستملي أبي مسلم لأبي مسلم: إن هذا الشيخ، يعني عبد الله