فقال لهم: كنت بمصر وبها جماعة يحدثون عن الليث، وابن لهيعة، والمزني ممن يختلف معنا إليهم، كنت أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشافعي من كلامه.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول: كنت عند صالح جزرة فدخل عليه رجل من أهل الرستاق، فأخذ يسأله عن المحدثين، ويكتب جوابه فيهم، فقال له: يا أبا علي ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال صالح: كذاب، فكتب ذلك الرجل، فتعجبت من ذلك، فقلت: يا أبا علي هذا لا يحل لك فإن الرجل يتوهم أنك قلته على الحقيقة فيحكيه عنك، فقال: ما أعجبك؟ من يسأل مثلي عن مثل سفيان الثوري، يفكر فيه أن يحكي أو لا يحكي؟.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم، قال: سمعت أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: كنت مع صالح جزرة جالسا على باب داره، إذ أقبل ابنه، وعن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال صالح: يا أبا نصر تبت.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قال: حدثنا خلف بن محمد، قال: سمعت أبا الحسن علي بن صالح بن محمد يقول: ولد أبي بالكوفة في سنة عشر ومائتين، وقدم بخارى في ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات صالح بن محمد الحافظ جزرة ببخارى.
أخبرني ابن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم، قال: سمعت أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول: مات صالح بن محمد البغدادي الملقب بجزرة ببخارى في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.