كان له ثروة ظاهرة فأنفق أكثرها على العلم وأهل العلم، وفي الحج والجهاد، وغير ذلك من أعمال البر، وكان من أكثر أقرانه سماعا للحديث. سمع من محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو صغير فتورع عن الرواية عنه لصغره، وسمع محمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، ويعقوب بن محمد بن ماهان الصيدلاني، وأبا عمرو أحمد بن محمد الحيري، ومُحَمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، وخرج إلى هراة فكتب بها عن حاتم بن محبوب، وسمع ببغداد من محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وكتب بمكة عن أبي سعيد ابن الأعرابي.
وكان وروده بغداد ثلاث دفعات، حدث في الآخرة منهن، وكتب الناس عنه بانتقاء ابن الجعابي، وكان يرسل شعره، ولا يحلقه، فقيل له الشعراني.
رَوَى عنه يوسف بن عمر القواس، وابن الثلاج، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وأبو الحسن بن رزقويه، وغيرهم. وكان ثقة.
قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج بخطه: قال لنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو محمد النيسابوري: مولدي ليلة الأحد لأربع عشرة خلت من ربيع الأول سنة ثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر النيسابوري، قال: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطلقي، قال: حدثنا محمد بن خالد الرازي، قال: حدثنا أبو حمزة، عن أبي أمية، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من قهقه في صلاته فليعد وضوءه وصلاته.
أبو أمية هو عبد الكريم بن أبي المخارق المعلم، والحسن عن أبي هريرة مرسل.