أبو عبد الرحمن في كتاب المناسك الصغير المختصر وهي عشرة أحاديث، قال في كلها أبو عبد الرحمن: حدثني أبو بكر، ثم قال في آخرها: فعرضتها على أبي، فقال لي: فألا قلت له: أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فرجعت إلى ابن أبي شيبة، فقلت له: يا أبا بكر إني عرضت على أبي أحاديثك في المحرم يقبل زوجته، فقال لي أبي: أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فسكت، ثم قال: ما عندي فيه شيء، فحدثنا عبد الله قال: فحدثته بهذا الحديث؛ حدثني أبي، قال: حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح قال: على المحرم إذا قبل امرأته شاة، وعلى المحرمة مثل ذلك إذا طاوعته، فقال ابن أبي شيبة: ما سمعت هذا ولا أعرفه، ثم قال: قدمنا بغداد منذ نحو من أربعين سنة فما كان أحد يقوم في وجوهنا في الأبواب، أو قال: في حفظ الحديث إلا أبو هذا، يعني أحمد بن حنبل، فقال له رجل: فيحيى بن معين كان يحفظ؟ فقال أبو بكر: كان فيه مؤنة.
أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بني عبس وكانا من حفاظ الناس، فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية، فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس، فأخبرني حامد بن العباس أنه كتب عن عثمان بن أبي شيبة. وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدما من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا، ومات في هذه السنة أبو بكر بن أبي شيبة.