حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها، فأصابوا غنيمة وسبيا، فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى أرهقتهم العصر وكادت الشمس أن تؤوب. قال: فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح جبل، ثم قام فأذن، فقال: الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل يجيبه، كبرت كبيرا يا نضلة، قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: كلمة الإخلاص يا نضلة، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى بن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة، قال: حي على الصلاة، قال: طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها، قال: حي على الفلاح، قال: قد أفلح من أجاب محمدا ﷺ وهو البقاء لأمة محمد، فلما قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، قال: أخلصت الإخلاص كله يا نضلة، فحرم الله بها جسدك على النار. فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا له: من أنت يرحمك الله؟ أملك أنت، أم ساكن من الجن، أم طائف من عباد الله؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك، فإنا وفد الله، ووفد رسوله ﷺ، ووفد عمر بن الخطاب، قال: فانفلق الجبل عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قلنا: وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زرنب ابن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم، اسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذ فاتني لقاء محمد ﷺ فأقرئوا عمر مني السلام وقولوا له: يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها، يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد ﷺ فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال،