يدي الله تعالى فيأمر به إلى النار؛ فيقول: أي رب لم أمرت بي إلى النار؟ فيقول: لأنك لم تشكر نعمتي. فيقول: أي رب أنعمت علي بكذا فشكرت بكذا؛ فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر فيقول الله تعالى: صدقت عبدي، إلا أنك لم تشكر من أنعمت عليك بها على يديه، وقد آليت على نفسي ألا أقبل شكر عبد على نعمة أنعمتها عليه أو يشكر من أنعمت بها على يديه، قال: فانصرفت بالخبر إلى أبي الحسن وهو في مجلس أخيه أبي العباس أحمد بن محمد وذكرت ما جرى؛ فاستحسن أبو العباس ما ذكرته وردني إلى عبيد الله ببر واسع أوسع من بر أخيه؛ فأوصلته إليه فقبله وكتب إليه [من السريع]:
شكريك معقود بإيماني حكم في سري وإعلاني عقد ضمير وفم ناطق وفعل أعضاء وأركان قال: فقلت: هذا أعز الله الأمير أحسن من الأول؛ فقال: أحسن منه ما سرقته منه، قلت: وما هو؟ قال: حدثني أبو الصلت الهروي بخراسان، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكظيم، عن الصادق، عن الباقر، عن السجاد، عن السبط، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله ﷺ: الإيمان عقد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، قال: فعدت إلى أبي العباس فحدثته بالحديث، وكان في مجلسه ابن راهويه المتفقه؛ فقال: ما هذا الإسناد؟ قال: ابن رشيد؛ فقلت له: سعوط الشيلثاء الذي إذا سعط به المجنون برأ وصح.
قلت: روى غير ابن زنجي هذا الخبر عن ابن رشيد؛ فذكر في آخره عن أبي أحمد بن طاهر أن إسحاق بن راهويه سأل أبا الصلت عن إسناد هذا