قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي؛ قالا: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي، قال: ومنهم؛ يعني ممن كان يسكن الجانب الغربي ببغداد أبو الحسن عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق؛ حدث الناس بألوف يسيرة، وكان من الصالحين العقلاء، قال لي ابنه أبو بكر الحسن بن عبد الوهاب: كان أبي إذا وقعت منه قطعة فأكثر لا يأخذها، ولا يأمر أحدا أن يأخذها، قال: فقلت له يوما: يا أبة الساعة سقطت منك هذه القطعة فلم لم تأخذها؟ فقال: قد رأيتها ولكني لا أعود نفسي أخذ شيء من الأرض كان لي أو لغيري، قال: وكنت قد اعتزمت إلى الخروج إلى سر من رأى في أيام المتوكل؛ فبلغه ذلك؛ فقال لي: يا حسن، ما هذا الذي بلغني عنك؟ فقلت: يا أبة ما أريد بذلك إلا التجارة؛ فقال لي: إنك إن خرجت لم أكلمك أبدا، قال لي الحسن ابنه: فلم أخرج وأطعته فجلست؛ فرزقني الله بعد ذلك فأكثر، وله الحمد.
أخبرنا الأزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، قال: حدثني أبو بكر الحسن بن عبد الوهاب الوراق، قال: ما رأيت أبي ضاحكا قط إلا تبسما، قال: وما رأيته مازحا قط، ولقد رآني مرة وأنا أضحك مع أمي؛ فجعل يقول لي: صاحب قرآن يضحك هذا الضحك؟! وإنما كنت مع أمي.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه فيما أذن أن نرويه عنه، قال: حدثنا أبو بكر الصيدلاني، قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: عبد الوهاب الوراق رجل صالح؛ مثله يوفق لإصابة الحق.