للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دينار، فلما أصبح ابن داب وجه قهرمانه يطالب بالمال، فلقي الحاجب فأبلغه رسالته، فأعلمه أن ذلك ليس إليه وأنه يحتاج إلى توقيع، فأمسك ابن داب. فبينا موسى - يعني الهادي - في مستشرف له نظر إلى ابن داب قد أقبل وليس معه غلام؛ فقال لإبراهيم الحراني: أما ترى ابن داب ما غير من حاله ولا تزيا لنا، وقد بررناه بالأمس ليرى أثرنا عليه؛ فقال له إبراهيم: إن أمرني أمير المؤمنين عرضت له بشيء من هذا، قال: لا، هو أعلم بأمره. ودخل ابن داب فأخذ في حديثه إلى أن عرض له الهادي بشيء من أمره؛ فقال: أرى ثوبك غسيلا وهذا شتاء يحتاج إلى لبس الجديد واللين؛ فقال: يا أمير المؤمنين باعي قصير عما أحتاج إليه؛ فقال: كيف ذاك وقد صرفنا إليك من برنا ما فيه صلاح شأنك؟ قال: ما وصل إلي. فدعا بصاحب بيت مال الخاصة؛ فقال: عجل الساعة له ثلاثين ألف دينار. فحملت بين يديه.

أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا ابن أبي سعد، قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثني أيوب بن عباية، عن ابن داب أنه كان لا يأكل مع هارون أو موسى أمير المؤمنين، قال: فقيل لابن داب: يا أبا الوليد ما لك لا تغدى مع أمير المؤمنين إذا أتي بالطعام؟ قال: ما كنت لأتغدى عند رجل لا أغسل يدي عنده، قال: فكان موسى قد أمر به من بينهم أن يغسل يده إذا تغدى، قال: وقيل لابن داب: يا أبا الوليد ربما حملت الكتاب وأنت رجل تجد في نفسك؟ قال: إن حمل الدفاتر من المروءة.

أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن عمران الكاتب إجازة، قال: حدثني أحمد بن محمد الجوهري، قال: حدثنا العنزي، قال: حدثنا عمر بن عبيدة، قال: حدثني خالي ابن أبي شميلة، قال: كان خلف الأحمر ينسب ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>