أبا حاتم يقول: نحن من أهل أصبهان، من قرية جز، وكان أهلها يقدمون علينا في حياة أبي ثم انقطعوا عنا.
أخبرني أبو زرعة روح بن محمد الرازي إجازة شافهني بها، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عمر القصار الفقيه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وقال: سمعت أبي يقول: بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة فانقطع نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، وأسمع منهم إلى المساء فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد وغدا علي رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد فانصرف عنى وانصرفت جائعا فلما كان من الغد غدا علي، فقال: مر بنا إلى المشايخ، فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني، قال: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما، فقال لي رفيقي: معي دينار فأنا أواسيك بنصفه ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار.
وقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به؛ فله علي