للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دون باب الجسر دار لهوى … لا أسميه ومن شاء فطن

قال كالمازح واستعلمني … أنت صب عاشق لي أو لمن؟

قلت سل قلبك يخبرك به … فتحامى بعد ما كان مجن

حسن ذا الوجه لا يسلمني … أبدا منه إلى غير حسن

ثم دفع الرقعة إليه فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه.

أخبرنا علي بن المحسن القاضي، قال: حدثني أبي أبو علي المحسن بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الصولي، قال: حدثنا عون بن محمد الكندي، قال: قال لي محمد بن أبي أمية الكاتب: كنت أنا وأخي نكتب للعباس بن الفضل بن الربيع، فجاءه أبو العتاهية مسلما، فأمره بالمقام عنده، فقال: على شريطة أن ينشدني كاتبك هذا من شعره، وأومأ إلي، فقال: ذلك لك، وتغدينا، فقال: الشرط؟ فأمرني أن أنشده، فحصرت، وقلت: ما أجسر على ذلك ولا ذاك قدري، فقال: إن أنشدتني، وإلا قمت. فجد بي فأنشدته [من الرمل]:

رب قول منك لا أنساه لي … واجب الشكر وإن لم تفعل

أقطع الدهر بظن حسن … وأجلي غمرة ما تنجلي

وأرى الأيام لا تدني الذي … أرتجي منك وتدني أجلي

كلما أمّلت يوما صالحا … عرض المكروه لي في أملي

قال: فبكى أبو العتاهية أشد بكاء، ثم قال لي: إن لم تزدني قمت، فقال لي: زده، فأنشدته [من الهزج]:

بنفسي من يناجيه … ضميري بأمانيه

ومن يعرض عن ذكري … كأني لست أعنيه

لقد أسرفت في الذل … كما أسرفت في التيه

أما تعرف لي إحسا … ن يوم فتجازيه؟

قال فزاد والله بكاؤه.

<<  <  ج: ص:  >  >>