للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بثلث ثلثه لطلاب الأدب، فقال: إنها صناعة مجفو أهلها.

أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قال لي علي بن الجهم: وجه بي المتوكل في حاجة له إلى بغداد، فلما كان يوم جمعة صليت في الصحن، فإذا سائل يسأل قد وقف، فحدث أحاديث صحاحا، وأنشد شعرا مستويا وتكلم بكلام حسن، فأخذ من قلوب الناس، ثم قال لهم: يا قوم إني لم أوت من عجز، وإني افتتنت في علوم كثيرة، ولقد خرجت إلى الجعفري إلى المتوكل، فحملت التراب على رأسي، فخرج يوما المتوكل على حمار له يدور في القصر، فطرحت التراب عن رأسي وأنشدته القصيدة الفلانية، وأنشدها فجود إنشادها، فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فقال له علي بن الجهم: الساعة يفتتح عليك أهل الخلد فلا يكفيك بيوت الأموال، فلم أعط شيئا، فلم يبق أحد إلا لعنني وذمني، فقلت للخادم: علي بالسائل، فأتاني به، فقلت: تعرف علي بن الجهم؟ فقال: لا. فقلت للخادم: من أنا؟ قال: أنت علي بن الجهم. فقلت لشيوخ بالقرب مني: من أنا؟ قالوا: أنت علي بن الجهم، فقال: ما تنكر من هذا؟ هات عشرة دراهم حتى أخرجك وأدخل غيرك، فأعطيته عشرة دراهم وأخذت عليه أن لا يذكرني.

أخبرني علي بن أيوب القمي، قال: أخبرنا محمد بن عمران الكاتب، قال: أخبرنا محمد بن يحيى، قال: قال علي بن الجهم [من الوافر]:

هي الأيام تجمع بعد بعد وتبعد بعد قرب والتئام خليلي الهوى خلق كريم تقصر عنه أخلاق اللئام وقال أيضا علي بن الجهم [من الكامل]:

نوب الزمان كثيرة وأشدها شمل تحكم فيه يوم فراق يا قلب لم عرضت نفسك للهوى أوما رأيت مصارع العشاق

<<  <  ج: ص:  >  >>