سنتي: قالوا: يا رسول الله، إنهم يقول: أخطأ في حديث عبد الله بن مسعود: من عزى مصابا فله مثل أجره، فقال النبي ﷺ: أنا حدثت عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن مسعود حدث الأسود، والأسود بن يزيد حدث إبراهيم، وإبراهيم حدث محمد بن سوقة، صدق علي بن عاصم، صدق علي بن عاصم. قال أبو بكر الباغندي: فجئت إلى عاصم بن علي سنة تسع عشرة ومائتين، فحدثته بذلك، فركب إلى أبي علي فسمعه منه.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا جدي، قال: حديث: من عزى مصابا فله مثل أجره، حديث كوفي منكر، يرون أنه لا أصل له مسندا، ولا موقوفا. رواه علي بن عاصم، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، ولا نعلم أحدا أسنده، ولا وقفه غير علي بن عاصم، وقد رواه أبو بكر النهشلي، وهو صدوق ضعيف الحديث، رواه عن محمد بن سوقة، فلم يجاوز به محمدا إلى أحد فوقه، وقال: يرفع الحديث، قال جدي: وهذا الحديث من أعظم ما أنكره الناس على علي بن عاصم وتكلموا فيه، مع ما أنكر عليه سواه، وكان علي ابن المديني إذ سئل عن علي بن عاصم يقول: هو معروف في الحديث، وكان يغلط في الحديث، وروى أحاديث منكرة، قال علي: وبلغني أن ابن ابنه قال له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبى. قال جدي - يعني علي -: أن ابن ابنه، قال له تترك عشرين حديثا، فلا تحدث بها مما أنكرها الناس عليه.
قلت: وقد روى حديث ابن سوقة عبد الحكيم بن منصور مثل ما رواه علي بن عاصم، وروي كذلك عن سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، ومُحَمد بن الفضل بن عطية، وعبد الرحمن بن مالك بن مغول، والحارث بن عمران