قلت: وقدم بغداد في حداثته، وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان قد سمع الحديث من الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني صاحب مسدد، ومن أحمد بن خليد الحلبي صاحب أبي اليمان الحمصي، ومن أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، وأنس بن سلم الخولاني، والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، والفضل بن محمد العطار الأنطاكيين، ومن الحسين بن عبد الله القطان الرقي، وأحمد بن عبد الله بن زياد الجبلي، ومُحَمد بن حصن الآلوسي.
وسمع ببغداد من الحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، ومُحَمد بن محمد الباغندي، وحامد بن شعيب البلخي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود ونحوهم.
وكان يعرف الكلام في الأصول على مذاهب المعتزلة، ويعرف النجوم وأحكامها معرفة ثاقبة، ويقول الشعر الجيد، وله ديوان مجموع، أنشدناه علي بن المحسن، عن أبيه، عنه. وولي القضاء بالأهواز وسائر كورها. وتقلد قضاء إيذج وجند حمص من قبل المطيع لله.
وحدث ببغداد، فروى عنه من أهلها أبو حفص ابن الآجري، وأبو القاسم بن الثلاج.
أخبرنا التنوخي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي قاضي الأهواز قراءة عليه وأقر به، شيخ حافظ ثبت، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الجبلي. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الإيادي الأعرج بجبلة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي، قال: حدثني سفيان الثوري، عن عاصم، عن زر، قال: أتيت صفوان بن عسال، فقال: كنا إذا سافرنا مع رسول الله ﷺ أمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من