بالكفر، وما سمعت؟ قال: سمعت هاشما الأوقص يقول: إن ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ وقوله: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ و ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ إن هذا ليس في أم الكتاب، والله تعالى يقول: ﴿حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان، فسكت عمرو هنية، ثم أقبل علي، فقال: والله لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم، ولا على الوحيد من لوم، قال: يقول عثمان ذاك؟ هذا والله الدين يا أبا عثمان، قال معاذ: فدخل بالإسلام، وخرج بالكفر، أو كما قال.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: سمعت أبا بحر البكراوي، قال: قال رجل لعمرو بن عبيد وقرأ عنده هذه الآية ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ فقال له: أخبرني عن ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قال: وكيف كانت؟ قال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب، فقال له الرجل: هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصلاة، فغضب عمرو فتركه حتى سكن، ثم قال له: يا أبا عثمان أخبرني عن ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قال: فكيف كانت؟ قال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب، قال: فردد عليه، فقال عمرو: إن علم الله ليس بشيطان، إن علم الله لا يضر ولا ينفع.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت أبا عامر عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري يقول: سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن عبيد يقول: وذكر حديث الصادق المصدوق، فقال: لو