يريد الخليفة استقبله أصحاب الحديث في الزواريق إلى المدائن، فلما دخل بغداد نزل ناحية باب خراسان، وكان المشايخ إنما ينزلون القطيعة، قال: فاجتمع إليه أصحاب الحديث، فأسهروه ليلته جمعاء، فلما أصبحنا اجتمع عليه الخلق ورقوه سطحا، فكان أول شيء حدثنا به، قال: حدثنا فلان بن فلان منذ سبعين سنة، قال: حدثنا فلان لصاحبه منذ سبعين سنة، وأرسل عينيه بالبكاء، وقال: ادعوا الله أن يردني إلى أهلي، ومات بالعسكر.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا جعفر الخلدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله المزني الحافظ، قال: سمعت أبا عمر بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز، وقرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قالوا: مات عمرو بن علي الصيرفي سنة تسع وأربعين ومائتين، قال أبو عمر: بسر من رأى، وقال الثقفي: بالعسكر في آخر ذي القعدة.
أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الهاشمي البصري، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال: سمعت أبا الحسن سهل بن نوح بن يحيى البزاز، يقول: كنا في مجلس أبي حفص عمرو بن علي، فقال: سلوني، فإن هذا مجلس لا أجلسه بعد هذا، فما سئل عن شيء إلا وحدث به، ومات يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين، وكان آخر حديث حدثنا به أن قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد الملك بن حسن الجاري، قال: حدثنا سعد بن عمرو بن سليم الزرقي، قال: حدثنا رجل منا أنسيت اسمه إلا أنه معاوية أو ابن معاوية، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الميت ليعرف من يغسله ومن يحمله، ومن يدليه في حفرته، أو في قبره، فقال له ابن عمر: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي سعيد الخدري، فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد، فقال: ممن سمعت هذا؟ قال: من رسول الله ﷺ.