للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال إبراهيم: فكان اللاحقي منهم، وأحسبها له، ثم آخر من جاءني الجاحظ وأنا والي الأهواز، فأعطيته عليها مالا، ثم كنت عند ابن أبي دؤاد، فدخل إلينا الجاحظ فالتفت إلي ابن أبي دؤاد، فقال: يا أبا إسحاق، قد امتدحت بأشعار كثيرة ما سمعت بشيء وقع في قلبي وقبلته نفسي مثل أبيات مدحني بها أبو عثمان، ثم أنشدنيها بحضرته [من المتقارب]:

بدا حين أثرى بإخوانه فقلت: وجد أيدك الله مقالا، قال: وعجبت من عمرو وسكوته، ولم أذكر من ذلك شيئا.

أخبرني الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا يموت بن المزرع، قال: قال لنا عمرو بن بحر الجاحظ: ما غلبني أحد قط إلا رجل وامرأة، فأما الرجل، فإني كنت مجتازا في بعض الطرق، فإذا أنا برجل قصير بطين، كبير الهامة، طويل اللحية، متزر بمئزر، وبيده مشط يسقي به شقه ويمشطها به، فقلت في نفسي: رجل قصير بطين ألحى فاستزريته، فقلت: أيها الشيخ، قد قلت فيك شعرا، قال: فترك المشط من يده، وقال: قل، فقلت [من الوافر]:

كأنك صعوة في أصل حش أصاب الحش طش بعد رش فقال لي: اسمع جواب ما قلت: فقلت: هات، فقال:

كأنك كندب في ذنب كبش تدلدل هكذا والكبش يمشي وأما المرأة فإني كنت مجتازا في بعض الطرقات، فإذا أنا بامرأتين، وكنت راكبا على حمارة فضرطت الحمارة، فقالت إحداهما للأخرى: وي حمارة الشيخ تضرط فغاظني قولها، فأعننت، ثم قلت لها: إنه ما حملتني أنثى قط إلا ضرطت فضربت بيدها على كتف الأخرى، وقالت: كانت أم هذا منه تسعة أشهر في جهد جهيد.

أخبرني الصيمري، قال: حدثني المرزباني، قال: أخبرنا أبو بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>