عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري، قال: حدثنا فتح بن شخرف أبو نصر الخراساني، وكان من العابدين، قال: حدثني طاهر بن عبد الملك المصيصي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب علي.
حدثني الأزهري، قال: حدثني عبيد الله بن إبراهيم القزاز، قال: حدثنا جعفر بن محمد الخواص، قال: حدثني أبو محمد الجريري، قال: قال لي فتح بن شخرف: من إعجابي بكل شيء جيد، عندي قلم كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار، وأكتب به بالليل، وكانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، وأقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم، فإذا تشعث رأس القلم قططته، وهو عندي، فأخرج لي أنبوبة صفر، وأخرج القلم منها، فأرانيه.
حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حفص، قال: سمعت رويم بن أحمد يقول: لقيني يوما الفتح بن شخرف، فقال لي: يا أبا محمد، أنت أمين الله على نفسك، لا ترى علي شيئا أنت تحتاج إليه، ولا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه فتتخلف عن أخذه.
وحدثني عبد العزيز الأزجي، قال: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول: قال لي الفتح بن شخرف: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم، فقلت: يا أمير المؤمنين علمني شيئا حسنا، قال: فبسط كفه إلي، فإذا فيها مكتوب سطران، فقرأتهما، فإذا هما: ما رأيت أحسن من تواضع الغني للفقير طلب ثواب الله، وأحسن من ذلك تيه الفقير على الغني ثقة بالله.