أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن هارون بن جعفر، قلت: حدثك أبوك محمد بن الحسن، عن أبي جعفر عبد الله بن فاخر، قال: حدثنا محمد بن الحسن الشيباني، قال: صلى بنا أبو حنيفة في شهر رمضان وقرأ حروفا قد اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة والتابعون، قرأ أبو حنيفة: ملك يوم الدين على مثال فعل، ونصب اليوم جعله مفعولا، وقرأ في سورة الأنعام: لا تنفع نفس بالتاء والرفع، قال أبو الفضل: ولست أعرف الرفع مع التاء، وقرأ في سورة يوسف: قد شعفها حبا بالعين المهملة، وقرأ في سورة يس: فأعشيناهم بالعين غير معجمة، وقرأ في سورة الفلق: من شر ما خلق بالتنوين، وذكر حروفا كثيرة سوى هذه.
قلت: كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات، ورأيت له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة فيه عدة من الأجزاء فأعظمت ذلك واستنكرته، حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا قبيحا، ولم يكن على ما يرويه مأمونا، وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة، قال أبو العلاء: فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك وخرج من بغداد إلى الجبل، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل، وسقطت هناك منزلته. وقال لي القاضي أبو العلاء أيضا: كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط، وذكر لي هو أن اسمه كميل، ثم غير اسمه بعد وتسمى محمدا.