أحدا قدم بغداد إلا وقد تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذ العنبري فإنه ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء.
أخبرني الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولي معاذ بن معاذ قضاء البصرة سنة اثنتين وسبعين قال: وكان له محل، ومنزلة فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له، والرفائع عليه فلما صرف، عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به، ونحروا الجزور، وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من الأثبات في الحديث.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا محمد بن حميد المخرمي قال: حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: سمعت معاذ بن معاذ يقول لابنه محمد وهو متوجه إلى الشماسية وقد عزل عن القضاء وقد دعوا به فقال: يا محمد احفظ ذاك الدعاء حتى تدعوا به، وهو مرعوب القلب منهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني قال: أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة يحلف لا يحدث فيستثني معاذا وخالدا.
وقال أبو حفص: سمعت رجلا من أصحابنا ثقة يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول في سجوده: اللهم اغفر لخالد بن الحارث، ولمعاذ بن معاذ فذكرت ذلك ليحيى فلم ينك هـ وقال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: قال أبو الدرداء: إني لأستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم.