فقال له معن بن زائدة: لا أحد والله، وأمر له بعشرة آلاف درهم.
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق خازندار العلم قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن يونس القرشي الكديمي قال: حدثنا الأصمعي عبد الملك بن قريب قال: أتى أعرابي إلى معن بن زائدة، ومعه نطع فيه صبي حين ولد فاستأذن عليه، فلما دخل دهده الصبي بين يديه، وقال [من البسيط]:
سميت معنا بمعن ثم قلت له. . . هذا سمي فتى في الناس محمود
أنت الجواد ومنك الجود نعرفه. . . ما مثل جودك معهود وموجود
أمست يمينك من جود مصورة. . . لا بل يمينك منها صور الجود
قال: كم الأبيات؟ قال: ثلاثة. قال: أعطوه ثلاثمِائَة دينار، لو كنت زدتنا لزدناك. قال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت.
أخبرني الأزهري قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد المقرئ قال: حدثنا أبو طالب الكاتب قال: حدثنا أبو عكرمة عمرو بن عامر كذا قال: وإنما هو عامر بن عمران الضبي قال: حدثنا سليمان قال: خرج المهدي يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير الأسدي فأنشده [من البسيط]:
أضحت يمينك من جود مصورة. . . لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة. . . ومن بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة [من الطويل]:
ألما بمعن ثم قولا لقبره. . . سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
فيا قبر معن كنت أول حفرة. . . من الأرض خطت للمكارم مضجعا