البصري، وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد، وقرئ عليه بها أشياء من كتبه، وأسند الحديث عن هشام بن عروة، وغيره.
رَوَى عنه من البغداديين، وغيرهم علي بن المغيرة الأثرم، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عثمان المازني، وأبو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة النميري في آخرين.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدويي بنيسابور قال: أخبرني علي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني قال: حدثني داود بن سليمان بن خزيمة البخاري قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت قاعدة أغزل، والنبي ﷺ يخصف نعله فجعل جبينه يعرق، وجعل عرقه يتولد نورا، فبهت فنظر إلي رسول الله ﷺ فقال: ما لك يا عائشة بهت؟ قلت: جعل جبينك يعرق، وجعل عرقك يتولد نورا، ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال: وما يقول أبو كبير؟ قالت: قلت يقول [من الكامل]:
ومبرأ من كل غبر حيضة. . . وفساد مرضعة وداء مغيل
فإذا نظرت إلى أسرة وجهه. . . برقت كبرق العارض المتهلل
قالت: فقام النبي ﷺ وقبل بين عيني، وقال: جزاك الله يا عائشة عني خيرا، ما سررت مني كسروري منك.