وأخبرنا حمزة بن محمد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن لقيط قال: لما أخبر أبو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي، وأبي عبيدة قال: أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها، والأصمعي بمنزلة بلبل في قفص نسمع من نغمه لحونا ونرى كل وقت من ملحه فنونا.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن هارون النحوي بالكوفة قال: أخبرنا أبو بكر الصولي قال: حدثنا ثعلب قال: زعم الباهلي صاحب المعاني أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، والمعنى: أن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة لرديء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وإن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، وان أبا عبيدة كان معه سوء عبارة، وفوائد كثيرة، والعلم عنده جم.
أخبرنا أحمد بن علي ابن التوزي قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: حدثنا أبو غسان دماذ قال: تكلم أبو عبيدة يوما في باب من العلم، ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول. فقال أبو عبيدة [من الوافر]:
يكلمني ويخلج حاجبيه. . . لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري قبيلا من دبير. . . إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال دماذ: فكنا نرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر.